هل تعيق عملية ترميم الثدي كشف السرطان مستقبلاً؟

ترميم الثدي

خطأ

خطأ

تعتبر عملية تكبير الثدي أحد أشيع عمليات التجميل التي يتم إجراؤها في العالم حاليًا. تهدف هذه العملية لتكبير حجم الثدي وتجميل شكله وزيادة امتلائه، لهذه العملية أسباب طبية وتجميلية، ويمكن إجراؤها بطرق مختلفة باستخدام أنواع متنوعة من حشوات الثدي. يوجد الكثير من المعلومات المتناقضة والمثيرة للجدل حول علاقة الحشوات بسرطان الثدي. هناك قلق من أن تجميل الثدي يمكن أن يسبب السرطان، أو يؤثر على تقنيات الكشف المبكر عن السرطان، بما في ذلك فعالية فحص تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموغرافي) والفحص اليدوي للثدي. هناك العديد من الدراسات والمراجعات التي أجريت على مر السنين، وبالتالي يمكننا أن نستخلص منها العديد من الاستنتاجات

إجابة الطبيب🙋 : ‘هل تعيق عملية ترميم الثدي كشف السرطان مستقبلاً؟‘

لماذا تستخدم حشوات الثدي؟

تستطب عملية زرع حشوات الثدي لأسباب إما جمالية أو ترميمية حيث يغلب الطابع التجميلي على 80٪ من جميع إجراءات الزرع. في الحالات التجميلية، يتم استخدام الحشوات لزيادة حجم الثدي (تكبير) و / أو تدلي الثدي نحو الأسفل، والذي يحدث فيه ترهل جلد ونسيج الثدي بسبب التبدلات التي تحصل بعد الولادات العديدة. أما في الحالات الترميمية،  يتم استخدام الحشوات  لتصحيح عدم التناظر الخلقي أو استعادة التناسق الجمالي بعد عملية استئصال الثدي.

ما هي أشيع مضاعفات عملية زرع حشوات الثدي؟

ترتبط المضاعفات المبكرة الحدوث بالإجراء الجراحي وتشمل الأثار الجانبية للتخدير، والعدوى، والتورم، واحمرار الجلد، والنزيف، وعدم الإحساس بحلمة الثدي. أما المضاعفات المتأخرة فهي  شائعة وتزداد نسبة حدوثها بمرور الوقت. وتشمل تقلص المحفظة أو الانكماش أو تمزق الحشوة وهي قد تتطلب لتصحيحها إجراء عمليات جراحية إضافية. ومن المشاكل المحتملة بعيدة الأمد تجعد جلد الثدي و عدم التناسق، والذي يحدث بسبب تبدل مكان الحشوة مع أو بدون وجود تقلص مرافق في المحفظة.

هل يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء اللواتي أجرين عملية تكبير ثدي؟

جاء هذا القلق من نتائج دراسات قديمة أجريت في القرن الماضي على الحيوانات، حيث زادت الأجسام الأجنبية المزروعة فيها من خطر الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، لم يتم العثور على هذا الأمر أبدًا عند البشر، في الواقع، نفت العديد من الدراسات الحديثة هذه الفرضية ولم تجد أيضًا أي ارتباط بين عملية زرع حشوات الثدي والسرطان.

هل يمكن الكشف المبكر عن سرطان الثدي لديهن؟

أظهرت العديد من الدراسات عدم وجود اختلاف في شدة أو مرحلة سرطان الثدي بين النساء اللواتي خضعن لعملية زرع حشوات الثدي وباقي النساء، حيث لا يزال من الممكن اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة لديهن بشكل مشابه تماماً للبقية.

هل تكون شدة سرطان الثدي بحال حدوثه أعلى بوجود الحشوات المزروعة؟

إنّ نوع وشدة سرطان الثدي هي نفسها بين المجموعتين، و معدلات البقاء على قيد الحياة متشابهة أيضًا.

هل يختلف الفحص اليدوي للثدي عند النساء اللواتي لديهن حشوات مزروعة عن الفحص التقليدي؟

يجب أن يتضمن الفحص اليدوي للثدي تقييمًا تقليديًا، دون أي اختلاف أو خصوصية معينة، مع التقييم الإضافي لتقصي انكماش المحفظة، لأنه عادةً ما يتطلب الانكماش الكبير عملية جراحية إضافية لإزالة أنسجة المحفظة أو حتى الحشوة نفسها واستبدالها بحشوة جديدة. لا يؤثر وجود الحشوة على التقييم السريري للثدي، بل إنه يسهله في الواقع، حيث يمكن الاستناد على السطح الأمامي الأملس للحشوة (خاصة إذا كانت مزروعة تحت غدد الثدي)، ويزيد ترقق أنسجة الثدي فوق الحشوة من حساسية الجس.

هل تتأثر جودة وفعالية فحص تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموغرافي) بوجود الحشوات؟

تم التشكيك بحساسية التصوير الشعاعي للثدي عند النساء اللواتي لديهن حشوة ثدي مزروعة لأن الحشوات بأنواعها (سواءً  كانت مكونة من المحلول الملحي أو السيليكون) يمكن أن تتداخل مع القدرة على تصوير أنسجة الثدي وإيجاد التشخيص المناسب. وجد أن ما يصل إلى 85-90٪ من أنسجة الثدي يمكن حجبها بواسطة الحشوات المزروعة أثناء التصوير الشعاعي القياسي. ومع ذلك ، تم تطوير تقنية في عام 1988 من قبل (Eklund)  يتم فيها إزاحة الحشوة إلى الخلف أثناء التصوير للسماح بإظهار 85٪ من أنسجة الثدي،  بغض النظر عن شكل الحشوة أو حجمها أو توضعها.

ما هو مكان الزرع المفضل للحشوة لإظهار الثدي بالشكل الأمثل بالتصوير الشعاعي؟

بشكل عام، أظهرت الدراسات أنه حتى مع تطبيق وضعية (Eklund)، فإن الزرع تحت العضلي لحشوة الثدي يسمح بالحصول على صورة أجود بالمقارنة مع الحشوة تحت الغدية (فوق العضلة).

ما هي أفضل الخيارات التشخيصية البديلة المتاحة للكشف المبكرعن سرطان الثدي؟

تم اقتراح طرق بديلة، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لزيادة الحساسية في الكشف عن سرطانات الثدي لدى النساء اللواتي يخضعن لعملية تكبير الثدي، وخاصة عند اللواتي  يشعرن بالقلق من تمزق الحشوة أثناء إجراء  تصوير الثدي الشعاعي. قد تكون طرق التصوير البديلة ضرورية أيضًا إذا كان هناك تمزق في الحشوة أو دليل على تقلص المحفظة، وهي تعد من مضادات الاستطباب النسبية لتصوير الثدي الشعاعي الروتيني. على الرغم من أن الموجات فوق الصوتية يمكن أن تكون مفيدة في تشخيص تمزق الحشوة وتقلص المحفظة، إلا أنها لا تستطيع الكشف عن التكلسات الدقيقة، وبالتالي فهي ليست أداة مثالية للكشف عن سرطان الثدي. يعتمد هذا الاختبار أيضًا بشكل كبير على مهارة الطبيب الذي يجري الاختبار.

يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي إظهار أنسجة الثدي بشكل كامل، ولكن غالبًا ما يكون الحقن الوريدي للمادة الظليلة ضروريًا. على الرغم من أن حساسيته تزيد عن 90 في المائة، إلا أن محدودية هذا الإجراء تكمن في انخفاض نوعيته، مع زيادة نسبة الإيجابيات الكاذبة، حيث قد تبدو الحالات الحميدة للثدي على أنها أورام خبيثة، مما يؤدي إلى المبالغة في التشخيص وطلب الاختبارات غير الضرورية.

هل تختلف توصيات الكشف عن سرطان الثدي بين النساء اللواتي خضعن لعملية تجميل ثدي وباقي النساء؟

التوصية الحالية هي أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45 و 70 عامًا، يجب أن يخضعن لتصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموغرافي) كل سنتين. تنطبق هذه التوصيات على كل من النساء اللواتي لديهن حشوات ثدي أو بدونها. تختلف التوصية بالنسبة للواتي لديهن تاريخ عائلي، أو إصابة سابقة بسرطان الثدي واللواتي لديهن عوامل خطر أعلى للإصابة. يرجى استشارة طبيبك لمعرفة متى وكم مرة يجب أن تخضعي لفحص الثدي وما هي أفضل الطرق التشخيصية المتاحة لبرنامج الفحص الخاص بك.

باختصار: ما هي الخطوات الواجب اتباعها لحماية نفسك من سرطان الثدي؟

تعتمد قابلية الكشف المبكر عن سرطان الثدي لدى النساء اللواتي لديهن حشوات تكبير ثدي في المقام الأول على ما يلي:

  • الاختيار المناسب لحجم الحشوة بالنسبة إلى كمية أنسجة الثدي الأصلية.
  • ضرورة إجراء الفحص السريري السنوي من قبل فاحص متمرس.
  • عدم إهمال إجراء الفحص الذاتي الشهري للثدي.
  • الاهتمام الفوري بالأعراض المقلقة فور ظهورها.
  • إجراء التصوير الشعاعي للثدي (الماموغرافي)  بشكل صحيح وخلال فترات مناسبة بإشراف أخصائي أشعة متمرس.

يجب أن يؤدي الالتزام الحقيقي بهذه التوصيات إلى تحسين نتائج سرطان الثدي الذي يحدث عند النساء اللواتي لديهن حشوات ثدي، بما في ذلك تقليل معدلات وفيات سرطان الثدي إلى مستوى مماثل لباقي النساء.

شارك\ي هذا الدليل 👍

مقال هل تعيق عملية ترميم الثدي كشف السرطان مستقبلاً؟ هو نتاج ساعات طويلة من البحث والعمل والتدقيق لتوصيل المعلومة الموثوقة والمفيدة. إن وجدتم الفائدة في هذا الدليل، فأن مشاركته تعني الكثير لنا 💚 وتساعدنا على الإستمرار.
Share on facebook
Share on twitter
Share on pinterest
Share on whatsapp